شدد الكاتب والمحلل السياسي، البشير الدخيل، على أن اسبانيا لم تعترف يوما بجبهة البوليساريو، بل إن الأخيرة كانت فقط تتحرك داخل اسبانيا بحثا عن الدعم، وحتى الأمم المتحدة لم تعترف يوما بأن الجبهة تمثل الصحراويين، مضيفا: “بل هي منظمة جاءت كما نعرف من نتائج الحرب الباردة، واسبانيا دولة غربية وسياستها مرتبطة بالدول الغربية عامة، ولها مصالحها، لأن الدول بصفة عامة لا تتحرك بالعواطف والمبادئ الحزبية والجمعوية”.
ويرى الدخيل، في اتصال بـ”آشكاين”، أن هناك نقطتان أساسيتان في مواقف الجارة الشمالية تُجاه الجبهة الانفصالية، إذ شرح أن “الفصل 17 من الدستور الإسباني القديم، الذي يعود للقرن الثامن عشر تقريبا، يُعرف الإسباني الأصيل والإسباني ذو الجنسية المكتسبة، وأظن أن قرار المحمكة العليا الإسبانية بخصوص الجنسية الإسبانية الممنوحة للصحراويين، جاء نتيجة الاتهامات المتكررة التي توجهها البوليساريو لإسبانيا بكونها المسؤولة عن الوضع في المخيمات، وأنا شخصيا أقول إن اسبانيا تم إجلاؤها من الصحراء (fuera espagna) وكانت علاقاتها دائما مضطربة مع البوليساريو، حيث طردت المرحوم أحمد بوخاري سنة 1985 ثم تناست هذا بعد ذلك نتيجة ضغط المجتمع المدني، لتسمح لبعض الممثلين والمواطنين”.
وأشار رئيس معهد الدراسات الصحراوية، إلى أن هذا يعني أن اسبانيا لم تعترف بكون البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للصحراويين، وهذا معروف لدى قيادة البوليساريو، ولكن الأخيرة تستعمله كشعار لتضليل الرأي العام خصوصا الصحروايين لإيهامهم بأنهم مدعومون قويا.
أما بخصوص منع الجارة الشمالية رفع شعار الجبهة في إداراتها العمومية، لفت الدخيل في تصريحه إلى أن الأمر لا يرتبط فقط بشعارها بل بشعارات أخرى تتنافى مع الموقف الرسمي لاسبانيا، وهذا أمر معقول ومفهوم في نظره، مضيفا: “لكن ما لا يمكن أن ننساه هو أن هناك أناسا في وضع مزر جدا، وهم صحراويون من هذه الأراضي، لابد من حل سلمي فعلي حقيقي لهم، لتخفيف معاناتهم وأن يسود سلم حقيقي في شمال إفريقيا، إذ لا يمكن أن نستمر 50 سنة أخرى من التراشق بالشعارات والخطابات المتعددة، فهناك مشكل يجب حله، وعلى القيادة الأبدية للبوليساريو أن تسلك الطريق البراغماتي لحل المشكل، وهذا لا يمكن فعله من طرف آخر وبشعارات أكل عليها الزمن.
وأبرز الدخيل أنه منذ وقف إطلاق النر في سنة 1990، لم تتقدم البوليساريو في أي اتجاه، ووجه نداء إلى “هذه القيادات التي تدعي انها قيادات أن ترحم الصحراويين والمنطقة بأكملها، بما يجعل هذه المنطقة مزدهرة وفيها حرية وديمقراطية واحترام للإنسان مهما كانت ثقافته ولغته ومغتقداته بما يتمشاى مع مبادئ حرية الإنسان.
وفي ما يتعلق بالمواقف الأخيرة للجزائر ضد المغرب في الآونة الأخيرة (اتهام سفير المغرب في وهران…) قال إنها عادية، “على اعتار أن أي دولة تعيش مشاكل داخلية تحاول إيجاد تبرير ذلك عن طريق مواقف صادمة وهجومية. ولولا كورونا كانت ستستمر المظاهرات في الشوارع الجزائرية من قبل شعب أبي يريد أن يكون هناك تغييرا ودولة ديمقراطية، والرئاسة الجديدة هي خليفة الحرب الباردة وحرب التحرير”.
وخلص البشير الدخيل إلى أنه “لابد من تغيير في الدول المغاربية، عبر إعادة النظر حساباتها لتشكل منظمات جهوية قادرة على أن تواكب ما يجري في العالم وتواكب النهضة الاقتصايدة والأزمات، إذ لا يمكن لأي دول أن تعيش لوحدها. إن الجزائر لديها مصالحها ريثما تصلها إليها فستكون هناك مناوشات دبلوماسية وتصريحات ذات طابع إعلامي أكثر مما هو حقيقي”.
عن جريدة آشكاين