هاجم الاتحاد الإسباني للمزارعين الصغار ومربي الماشية في إقليم هويلفا الحكومة المغربية بسبب ”تعاملها وإهمالها لعاملات الفروالة المغربيات العالقات في إسبانيا منذ شهور” على حد تعبيره.
ونقلت وكالة “أوربا بريس” أن المزارعين انتقدوا استثناء الحكومة المغربية لهؤلاء العاملات من قرار إعادة الرعايا المغاربة العالقين في الخارج”، مؤكدين بأن القرارات الأخيرة الصادرة من المغرب بشأن فتح الحدود لعودة الجالية المغربية والمغاربة العالقين في أوروبا، “غير مناسبة وغير مقبولة”، ولن تسهم في وضع حد لأزمة 70 آلاف و 100 عاملة مغربية عالقية في هويلفا.
وأكد الاتحاد المهني الاسباني أن فتح المملكة لباب العودة من مينائي سات في فرنسا وجنوة في إيطاليا، وابقاء الحدود الإسبانية مُغلقة، سيصعب على العاملات المغربيات العودة إلى البلد، نظرا لتواجدهم في منطقة بعيدة جدا عن فرنسا وإيطاليا”.
وأضاف الاتحاد الإسباني أن “العاملات المغربيات العالقات يواجه ظروف إنسانية صعبة، اذ لا يستطعن توفير أداء تذاكر السفر إلى فرنسا أو إيطاليا من أجل العودة إلى المغرب، كما أنه يصعب عليهم أداء أثمنة التحاليل المفروضة عليهن والتي يجب أن لا تتعدى مدة إجراء 48 ساعة.
وتابع المصدر ذاته أن “قرارات المغرب في هذا الاتجاه لم تكن صائبة وغير مقبولة في هذه الظروف، خاصة أن العاملات قضين شهورا طويلة دون رؤية عائلاتهن في أرض الوطن”، مطالبا الحكومة المغربية بإظهار نوع من “الإحساس” لرعاياها من عاملات الفراولة العالقات في إسبانيا، واتخاذ تدابير لإعادتهن إلى أسرهن في أقرب وقت”.
وفي سياق متصل، عبر أرباب أعمال في قطاع الفراولة بهويلفا عن رغبتهم في التخلي عن جلب العاملات الموسميات المغربيات، العالقات في هويلفا منذ نهاية حملة الحصاد، في الموسم القادم.
وكشفت صحيفة “إلبايس” أن أرباب العمل “محبطون” من واقع أن 7100 عاملة موسمية مغربية لم تتمكن من العودة إلى أرض الوطن، بسبب إغلاق الحدود المغربية. وأضاف أنه “على الرغم من أن القرار لم يتخذ بعد، إلا أن الفكرة أصبحت أكثر تداولا داخل القطاع”.
وقال رجال أعمال تابعين لنقابة “إنترفايرسا” إن “هذا النظام نجح حت الآن بشكل جيد، ولكن عندما حدثت المشاكل، وجدنا أن الإدارات الرئيسية لم تقدم لنا أية حلول”.
في منتصف شهر يونيو المنصرم، وبعد انتهاء العقد الذي يربط العاملات المغربية بالمقاولات الاسبانية، وجدت هؤلاء النساء أنفسهن عاطلات عن العمل وغير قادرات على العودة الى المملكة، مما دفع اسبانيا الى التحذير من أزمة إنسانية”.
ووصلت أزيد من 10 آلاف مغربية إلى إقليم الأندلس خلال شهرين يناير وفبراير، أي مع بداية أزمة “كورونا” المستجد، علما أن عدد النساء المغربيات اللائي يهاجرن إلى إقليم “هويلبا” للعمل في حقول الفراولة يرتفع سنة تلو الأخرى، إذ انتقل من 2000 عاملة سنة 2016 إلى 19179 في 2019، على أساس أن القطاع الفلاحي يُشغِّل تقريبا 90 ألف شخص خلال السنة الواحدة، موزعين بين الأجانب والعمال الإسبان.