رسمياً، بدأت العلاقات بين المغرب وإسرائيل عام 1994 على مستوى منخفض، ثم جمدتها الرباط، في 2000، إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى).
لكن قبل الاعتراف الرسمي، تمتد العلاقات بين البلدين إلى عقود أطول شهدت هجرات ليهود مغاربة إلى إسرائيل ولقاءات بين مسؤولين من البلدين شملت ملك المغرب ورئيس وزراء إسرائيل.
1- البداية والهجرة
تعود بداية العلاقات بين الرباط وتل أبيب إلى مطلع ستينيات القرن الماضي، وهي فترة يصفها مراقبون بـ”المثيرة للجدل”، في عهد الملك الراحل، الحسن الثاني.
وقال اليهودي الراحل، شيمعون ليفي، وكان يشغل منصب مدير المتحف اليهودي في مدينة الدار البيضاء شمالاً، إن اليهود المغاربة هاجروا إلى إسرائيل على دفعات، بدواعٍ متعددة.
وأضاف ليفي، لجريدة “المساء” عام 2009، أن “أول دفعة من اليهود المغاربة الذين هاجروا إلى إسرائيل، كانت سنة 1948، أي مباشرة بعد قيام الكيان الصهيوني. ويقدر عددهم بحوالي 90 ألف فرد كان معظمهم يزاولون حرفاً بسيطة، (وهاجروا) لدافع تحسين ظروفهم الاجتماعية”.
وتابع أن “الدفعة الثانية هاجرت بعد حصول المغرب على الاستقلال (1965)، ومعظمم لم تكن لديهم رغبة في الهجرة، وتم تهجيرهم ربما بقرار من الدولة، نظراً للصراع السياسي الذي ميز تلك المرحلة من تاريخ المغرب”.
وأفاد ليفي بأن “أكبر محطة في تاريخ هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل هي تلك التي وقعت سنة 1967، أي بعد انتصار إسرائيل على العرب في ما تُعرف بـ”حرب الستة أيام”.
وفي 22 يوليو/تموز 1986، استقبل العاهل المغربي آنذاك، الحسن الثاني، رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، شيمون بيريز، في مدينة إفران (شمال)، ثم التقاه في العاصمة الرباط. وأثار استقبال بيريز ردود أفعال مستنكرة، خاصة من طرف قوى سياسية مغربية وجامعة الدول العربية.
تميزت سنة 1994 بتطور كبير، ففي الأول من سبتمبر/أيلول، تم افتتاح مكتب اتصال إسرائيلي في الرباط، ليؤرخ ذلك اليوم لاعتراف مغربي ضمني بإسرائيل. وبعد عامين، فتح المغرب مكتب اتصال له في إسرائيل.
وأرجع المغرب حينها إقامة تلك العلاقات إلى “الرغبة في دعم لغة الحوار والتفاهم، بدل لغة القوة والغطرسة، للتوصل إلى السلام العادل والشامل”.
وأصدرت إسرائيل طابعاً بريداً حمل صورة الملك الحسن الثاني، بعد وفاته سنة 1999. فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين، عام 1999، حوالي 50 مليون دولار، وزار المغرب في ذلك العام نحو 50 ألف إسرائيلي، وفق مكتب الاتصال الإسرائيلي في المملكة.
وفي 12 مايو/أيار 2000، زار وفد عسكري إسرائيلي، يضم 25 خبيراً من سلاح الجو، المناطق الجنوبية للمغرب. وفي 22 سبتمبر/أيلول من العام نفسه، زار المغرب رجال أعمال إسرائيلوين، يمثلون 24 شركة متخصصة في التقنيات الزراعية، بدعوة من غرفة التجارة والصناعة والخدمات (حكومية) في الدار البيضاء.
3- إغلاق المغرب لمكاتب الاتصال مع إسرائيل
في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2000، أعلنت الرباط إغلاق مكتب الاتصال المغربي في إسرائيل، والمكتب الإسرائيلي في الرباط، رداً على القمع الإسرائيلي للانتفاضة الفلسطينية الثانية، وإعلان الحكومة الإسرائيلية وقف عملية السلام مع الجانب الفلسطيني.
وفي 1 و2 سبتمبر/أيلول 2003، زار وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، سيلفان شالوم، المغرب، والتقى الملك محمد السادس. في 4 يوليو/تموز 2007، التقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية حينها، تسيبي ليفني، نظيرها المغربي، محمد بن عيسى، في باريس.
وفي 2008، شملت عملية تبادل للأسرى بين إسرائيل وجماعة “حزب الله” اللبنانية رفات ثلاثة شهداء مغاربة كانوا قد التحقوا بصفوف المقاومة الفلسطينية والعربية في عقدي السبعينيات والثمانينيات.
أما في 4 سبتمبر/أيلول 2009، فبحثَ الملك محمد السادس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، أرييل شارون، عبر الهاتف، خارطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط، ضمن جهود الرباط للتوصل إلى سلام عادل ونهائي، وفق وكالة الأنباء المغربية.
في فبراير/شباط 2019، قالت القناة “13” الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التقى سراً بوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولم يصدر تعقيب من الرباط.
وفي 28 أبريل/نيسان 2019، نشر حساب “إسرائيل بالعربية” (رسمي يتبع الحكومة)، على “تويتر”، صورة اجتماع الملك الحسن الثاني وبيريز، في الرباط عام 1986.
وفي 24 أغسطس/آب 2020، قال رئيس الوزراء المغربي، سعد الدين العثماني، إن “المغرب يرفض أي تطبيع مع “الكيان الصهيوني، لأن ذلك يعزز موقفه في مواصلة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني”.