حاول علي عمار أن يربط دون أي دليل بين الزيادة في رأسمال ” كلوبال ميديا هولدينغ ” التي تعد “الأحداث المغربية” التي اشتغل بها صحافية إحدى واجهاتها، وبين ما يقوم السيد أحمد الشرعي من مبادرات لصالح المغرب، عبر علاقاته القوية بمراكز بحثية وإعلامية وديبلوماسية في واشنطن وإسرائيل وعواصم أخرى مؤثرة، مما لا يخفيه، حتى قبل حادث استئناف العلاقات بين الرباط وتل ابيب…
هذا الربط الذي لا دليل عليه، يمكن أن نطبق عليه آلية الانعكاس النفسي على علي عمار نفسه، لنسائله كم تقاضى على الحوار الذي أجراه مع نتانياهو في مقر القوات العسكرية الإسرائيلية بتل أبيب حين كان مسؤولا بشركة “ميديا تروست” الناشرة ل”لوجورنال”.
نذكر السيد علي عمار أنه سافر لإسرائيل خصيصا لإجراء ذلك الحوار، فمن دفع نفقات السفر والإقامة؟ وما الغرض من ذلك الحوار؟
لفهم السياق، يجب ان نذكر انه اياما قبل سفر علي عمار وعلي المرابط لتل أبيب لملاقاة نتانياهو، كان المرحوم الحسن الثاني قد رفض استقبال ولقاء نتانياهو بسبب التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين آنذاك… لقد كان ذلك اللقاء طعنة للمغرب ولملكه…
لم تكتف شركة “ميديا تروست” التي كان علي عمار من المساهمين فيها بذلك، بل اكترت لوحات إشهارية كبرى، للترويج لغلاف ذلك العدد في اهم شوارع المدن الكبرى، وكأنها تقول: نتانياهو الذي رفض الملك استقباله، ها هو يطل عليكم في اهم شوارعكم،،
وحتى لو أختلف البعض مع ما يقوم به احمد الشرعي من نسج علاقات مع قوى إسرائيلية ، فإنهم سيفرقون بين من يوظف تلك العلاقات لمصلحة بلده، وبين من يسعى إليها لخدمة مصالحه ومصالح الآخرين على حساب الوطن.
والتاريخ حكم، والأيام بيننا، وسيكون شرفا للرجل إن كان أحد صناع هذه التحولات الإيجابية لصالح وحدتنا الترابية.
يردد علي عمار ما يقوله البعض حول أن المجموعة الإعلامية لأحمد الشرعي أداة من ادوات “لا دجيد”، والحقيقة انه شرف لا ندعيه، لكنه ليس تهمة حتى ننفيها،، وإذا ثبت أن المجموعة تقدم خدمات لصالح المخابرات الخارجية للمملكة، فتلك بطولة وليست تهمة، غير أن الواقع خلاف ذلك..
اختارت المجموعة الدفاع عن الخيارات الاستراتيجية للدولة، وعن المؤسسات السيادية، ومرافقة التحولات التي تقودها أعلى سلطة في البلاد، لتقديرها اهميتها، ولعل السيد عمار لا ينس أن لوجورنال نفسها كانت تدعي أنها خلقت لتقوم بالدور نفسه الذي قامت به “إلباييس” الإسبانية في لحظات الانتقال الديموقراطي.
طيب، نحن واضحون في اصطفافاتنا، التي لا تمنعنا من ممارسة النقد الإيجابي لقرارات وسياسات واختيارات لا نراها صائبة أحيانا، ولم نغير موقعنا ولا “ولاءاتنا”، السؤال الذي يجب أن يرد عليه علي عمار ،هو : في مرحلة لوجورنال كنت مع فريق الملك الجديد كما كنتم تصرحون، ثم انتقل ولاؤك للأمير هشام قبل أن تنقلب عليه او ينقلب عليك، ثم معارضا جمهوريا راديكاليا، ثم مستشارا إعلاميا لدى المكتب الشريف للفوسفاط، فمقربا من جناح في البام كان يقوده علي بلحاج، قبل أن تتوقف صفقة اقتنائه للوديسك،، والآن : بندقية من يحمل علي عمار على كتفيه في إقامته الفاخرة ببوسكورة؟
طبعا لا نحتاج لشهادة الذين عملوا مع علي في لوجورنال او لوديسك، للتدليل على غموض الرجل وغرابة ارتباطاته.
وهنا نصل لما يهمنا كصحافيين، ولماذا نعتز بالعمل في الاحداث وباقي المنابر، هما أمران لا يستطيع علي عمار توفيرهما لمن يشتغل معه.
الأول: وضوح الخط التحريري، الذي هو اصل التعاقد المهني، ولذلك يستحيل أن تجد صحافيا مر من المجموعة ، او ما زال يشتغل فيها، يتحدث عن تضييق على عمله المهني، او اوامر تعطاه لتلميع فلان او قصف علان،، وهي مناسبة نذكر السيد علي عمار بالتحقيق المؤدى عنه في لوديسك ايام المقاطعة،،
الثاني: وفاء المجموعة بالتزاماتها تجاه الصحافيات والصحافيين، وعموم العاملين، سواء في انتظام رواتبهم او الالتزامات اتجاه صناديق الحماية الاجتماعية .
طبعا سيرة علي عمار في هذا الموضوع غير مشرفة، ولذلك سرعان ما يغادر العاملون عنده الموقع، نادمين على اليوم الذي عرفوا فيه عمار..
من ليس وفيا لأصدقائه والعاملين معه في وقت المحن والابتلاءات، عليه ان يخجل من تقديم الدروس لمن هم اشرف منه..