استمرارا منه في نهج مختلف أساليب و أنماط التخويف و الترهيب و قمع صوت الحق اتجاه كل من يعارضه ويفضح أساليبه التي بات الجميع محليا و إقليميا ووطنيا يدركها سيما بعد انتشار جملة من فضائحه المتتالية و المتعلقة بالتسيير الرياضي و التدبير السياسي بالإقليم و كذا قضيته في تزوير وكالة تتعلق ببيع بقعة أرضية مرتين هو و زوجته نالا خلالها حكم قضائي شهرين موقوفة التنفيذ و غرامة مالية قدرها 25 مليون سنتيم ، و مساهمته في تزوير محضر دورة جماعة بني بوفراح بالحسيمة التي تثبت حضوره رغم غيابه ، عمد رئيس المجلس الاقليمي للحسيمة إسماعيل الرايس الى رفع دعوة قضائية ضد مستشار شاب ينادي بالحق و يدافع بكل ما أوتي من قوة و إمكانيات على جماعته بني بوفراح ، الشاب الحداد صديق ، و هو الأمر الذي لم يستسغه و لم يتقبله رئيس المجلس الاقليمي للحسيمة الذي يرغب دوما أن يكون الجميع تحت سيطرته مناديا للفساد مثله.
و في تدوينة للمستشار الحداد صديق بعد ان اتهمه اسماعيل الرايس بالسب و القذف مع العلم ان المستشار المذكور بريء من كل افتراءات السب و القذف التي يوهم بها رئيس المجلس الاقليمي للحسيمة مستغلا بذلك نفوذه ، فالمستشار الحداد ينادي دوما بالحق في كثير من خرجاته و تدويناته، حيث كتب :
” ما يزال البعض يصر على ضرب رأسه بالحائط، وإنكار أمور باتت مسلما بها أكثر من رؤية الشمس في واضحة النهار.
إذ لم نُفكّر إطلاقاً لماذا نسمع كثيراً في مجتمعاتنا عن تُهم تتعلّق بالسب والقذف والإهانة، وهذه التُّهم غالباً ما تصدر من طرف كل من يحمل على عاتقه مسؤولية تدبير أمور المواطنين والتصرف في المال العام، ولم نُفكّر إطلاقاً لماذا نجد تُهم السب والقذف والإهانة تهم جاهزة يستند إليها بعض المعمرين داخل المؤسسات الدستورية.
في مناطق البُؤس هذه، انتشرت تُهم السب والقذف والإهانة بصورة مُخيفة، أصبح الكلّ مُلزماً أن لا يتحدّث في أمور السّياسة، ولا أن يُناقش قضاياها، ولا أن يخوض في كيفيّة تدبير أمور الإدارة والتسيير، ولا في كيفيّة إنفاق المال العام وإلاّ ستوجّه إليه تُهم خطيرة من بينها سب وقذف وإهانة مسؤول أو منتخب، التي طالما استعملت من أجل تكميم أفواه المنتقدين وإسكات كلّ الأصوات الحرّة التي تُدافع عن حقوق المواطن وعن كرامته، حتى أصبحت تُهم السب والقذف والإهانة تُهم جاهزة تكاد تسمعها في مكاتب البلديات والجماعات والمقاطعات والإدرات… وفي كلّ الأماكن التي يقصدها المواطن. قد تسمعها من مسؤول، بل قد تسمعها من منتخب الذي أصبح يستعملها في بعض الأحيان ليُلقي الفزع في قلوب المواطنين الذين يقصدون هذه الإدارات والمؤسسات الحكومية والدستورية”
و أضاف الحداد قائلا :
“وبما أنّ نصف المواطنين في مثل هذه المناطق مُغيّب تحت تأثير الجهل، وبما أنه لا يمكن أن يسأل عن حقوقه ولا عن مغتصبيها، فإنّ النّصف الآخر الذي يُزعجهم بالسّؤال عن الدّيمقراطية و عن حقوق الإنسان وعن الحرّية وعن الكرامة وعن العدالة الاجتماعية، فإنّهم يحيكون له تهم السب والقذف والإهانة التي بإمكانها أن تُخلّصهم منه ومن صوته المزعج الذي طالما يتعقبهم، لتكون هذه التُّهم وسيلة في يد المستبدّين للتّحكم وممارسة المزيد من الاستبداد.
ما يحدث في قُرانا وحواضرنا (التي تُحاكم النّوايا وليس فقط إصدار تُهم السب والقذف والإهانة) هو عكس ما يحدث تماماً في المجتمعات الدّيمقراطية التي تحترم نفسها، فلا وجود لتُهمة اسمها السب والقذف، خاصّة إذا تعلّق الأمر بمن يُديرون شؤون هؤلاء المواطنين. فمن حقّ هؤلاء أن ينتقدوا بلا حدود وبلا أدنى قيود كل من يتولّى المسؤولية، ولا وجود لتُهمة السب والقذف أو الإهانة، ولا للمحاكمات ولا لتلفيق التهم، ومن حقّ الجميع أن يُعبّروا عن آرائهم مهما كانت طريقة التّعبير قاسيّة، مادام أن طُرق التّعبير لم تخرج عن السّلمية.
في المجتمعات الدّيمقراطية، وحيث تُضمن حرّية التعبير؛ قُذف رؤساء الدّول بالطماطم وبالأحذية وبالبيض الفاسد، فلم نسمع عن سُلطات هذه المجتمعات والدّول أنها اعتقلت أو أدانت أحدا ممن قاموا بالفعل، ولم تعتبر ذلك سبا ولا قذفا ولا إهانة ولا جريمة ولا أي شيء آخر، بل اعتبرته من قبيل حرّية التّعبير التي يضمنها القانون وتضمنه المواثيق الدولية.
في مجتمعاتنا كلّ شيء يسبح ضدّ التيار؛ السّاسة، المؤسّسات، الأحزاب السّياسية وحتّى القوانين التي نحتكم إليها هي الأخرى لا تخرج عن هذا النّطاق، وهي توضع أصلا لخدمة أجندات أقليّة بعينها، وغالبا ما تكون هي المسيطرة على هذه المناطق وعلى خيراتها، واستغلال هذه الفجوات في القوانين يكون على الشّكل الذي يُمكّنهم من إخماد كل صوت وكل رأي حرّ يقف ضد الطّغيان.
تمنّينا لو أنّنا رأينا تُهمة السب والقذف تُوجّه إلى السّاسة عوض البسطاء من أبناء الوطن، وتمنّينا لو أنّ هذه التّهمة حُوكم بها من أفسد في حقّ الشّعب ومن استعبده ومن تآمر عليه ومن قطع أحلامه ومن خانه. فتُهمة السب والقذف والإهانة ثابتة في حقّ هؤلاء، ومن الغرابة أن تُوجّه إلى أبناء الوطن الذين لا يملكون لأنفسهم سوى الصُّراخ في وجه الطّغاة من الذين قتلوا أحلامهم وطموحاتهم بأنانيتهم المقيتة”
و ختم الحداد تدوينته بتهنئة رئيس المجلس الاقليمي قائلا :
“كل عام وأنت إلى الكرامة أقرب السيد إسماعيل الرايس”
عن صوت الريف