لا أحد يستطيع توقيف نزيف موت الحوامل والرضع وباقي المرضى بمنطقة إملشيل، دون إرادة سياسية للدولة لإنصاف هاته الثخوم المنسية والمهمشة عن قصد.
قضية المرأة الحامل انسنتنى في الفتاة التي توفيت قبل أقل من 24 ساعة بسب نقص في مادة السكر التي حاولنا أمس أن نسلط الضوء على مرضى السكري، ومعاناتهم اليومية مع هذا المرض الصامت. ها نحن نصطدم بفاجعة أخرى ضحيتها شابة أخرى في مقتبل العمر، تاركة وراءها رضيعا ووالده يواجهان لوحدهما المصير المجهول. وهذا جعلنا نفتح من جديد ملف حوامل إملشيل لعلنا نساهم بما استطعنا لإغلاق هذا الملف بشكل نهائي وذلك في ثلاثة محاور أساسية:
مسؤولية الدولة؟
مسؤولية الدولة في استمرار هذا النزيف ثابتة، وبالأدلة القاطعة التي سنتطرق إليها. لقد أخبرتنا مندوبية الصحة عبر صفحتها على الفيسبوك بأنها نظمت قافلة طبية لفائدة 123 امرأة حاملا، منهن 82 بقيادة إملشيل لوحدها. واستفاد هذا العدد من الفحوصات الطبية بواسطة الفحص بالصدى وقُدمت لهن مجموعة من الأدوية بالمجان. وكل هذا كان يوم الثلاثاء 15 دجنبر 2020 واستبشرنا خيرا بهذه المبادرة، وصفقنا لها جميعا، قبل أن نتفاجأ بعد مرور أقل من شهر من موت هاته السيدة التي كانت ضمن المستفيدات من القافلة التي ذكرناها. وهذا يجعلنا نطرح سؤالين: هل تم تشخيص حالة السيدة المتوفية ضمن الحالات الخطيرة؟ وما هي التدابير التي اتخذتها السلطات المحلية والاقليمية لتجميع الحالات الخطيرة المشخصة ضمن القافلة المذكورة؟
نترك الاجابة لأهل الاختصاص والرأي العام، وننتقل إلى المحور الثاني المتمثل في أي دور للمجتمع المدني باملشيل في قضية موت الحوامل بالمنطقة؟
بمجرد أن يعلن عن وفاة إحدى الحوامل حتى نرى الشباب يستنكرون ما وقع في وسائل التواصل الاجتماعي، وقد نرى أيضا وقفات احتجاجية وبلاغات وزوبعة إعلامية حول الموضوع، كل هذا جميل ونثمنه ونقدر مدى تأثيره على الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة من أجل تحسينها، ولكن هذا ليس كافيا حتى نكون واقعين مع انفسنا. نحن نتكلم كثيرا ونعمل قليلا لهذا.
أناشد الشباب للمساهمة في التحسيس بأهمية المتابعة الصحية للحوامل، لنجعل المراكز الصحية غارقة بالحوامل. وستسجيب الدولة للضغط عبر زيادة عدد الأطر الطبية والتمريضية بالمنطقة وتجهيز المراكز بالأجهزة الحديثة.
وفي الأخير يا شباب دائرة إملشيل لنعمل جميعا من أجل إبراز نخب سياسية قادرة على ترافع عن قضايا المنطقة وحوامل إملشيل بشكل خاص طبقا للمثل الشعبي اوركريز اكال ندادس غاس ازكارنس.