احتضنت مدينتا الناظور ووجدة فعاليات الدورة الخامسة لملتقى الرواد، المنظم من طرف مؤسسة Startup Grow، تحت شعار “موعد مع رواد المستقبل”، وهي تظاهرة مخصصة للتطورات التكنولوجية، وتجمع بين عدد من الخبراء المغاربة والأجانب من عالم التكنولوجيا الرقمية والابتكار.
وتشهد النسخة الخامسة للملتقى، تحت الرعاية الملكية، مشاركة العديد من المتدخلين من المملكة المغربية، ومن دول أخرى، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، تركيا، المملكة المتحدة، ألمانيا، الغابون، البرتغال، كوت ديفوار، السنغال، إسرائيل، ورواندا.
وعرفت هذه الدورة عقد مجموعة من اللقاءات، ناقشت مواضيع تتعلق مستقبل الجهة كفضاء للتفكير والتنمية، والتكنولوجيا الفلاحية والمياه وتأثير المناخ والقدرة على الصمود، ومستقبل الأداء، وتنوع الخدمات البنكية والمالية، وأنترنت الأشياء الصناعي والبيانات الضخمة وسلسلة التوريد 4.0، والتعدين الذكي والمنافذ الذكية والمجتمع الذكي، والمنطقة المرجعية: التحول المستدام والذكي.
وتميزت الجلسة الافتتاحية في الناظور، يوم الجمعة، بحضور والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنجاد، معاذ الجامعي، ورئيس مجلس جهة الشرق، عبد النبي البعيوي، وعامل إقليم الناظور، علي خليل، وسفير تركيا بالمغرب، عمر فاروق دوغان، ورؤساء ومدراء المؤسسات الشريكة.
وعرفت الجلسة الافتتاحية للملتقى، تقديم حنان آيت عيسى، رئيسة مؤسسة Startup Grow المنظمة للتظاهرة، كلمة أكدت فيها أن هذه الدورة التي تحظى بالرعاية الملكية السامية، لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تشكل مناسبة للنقاش حول المستجدات التي تلوح في الأفق وتتحدى صناع القرار حول ضعف النموذج الاقتصادي الحالي في مواجهة التغير التكنولوجي السريع.
وأضافت أنه في الوقت الذي بدأت فيه أفكار جديدة تترسخ وتتصادم مع الأنماط التقليدية لحكامة الفاعلين الاقتصاديين وسلوكيات المواطنين، بنصيبها من الأحداث غير المتوقعة بجميع أنواعها، ولا سيما تلك التي تضر تداعياتها بصحة السكان والإطار العام للحياة، مضيفة أن هذا الملتقى يشكل مناسبة لاستحضار الإنجازات المهمة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي وكذلك التطور الملحوظ في مجال التكنولوجيا والنهوض بريادة الأعمال ذات القيمة المضافة العالية.
وأضافت حنان آيت عيسى، أن اختيار مكان انعقاد هذا الحدث وموضوعه يشكلان تحديا لجميع الفاعلين الاقتصاديين على جميع المستويات، سواء كانوا مشغلين أو مؤسسات، للعمل معا من أجل إفريقيا متغيرة، واعتماد نهج ريادي مبتكر أكثر التزاما. مع العمل على تحقيق هدف مهم يتمثل في بناء نظام بيئي يمكن من مواجهة التحديات الحالية أو المنتظرة في الأفق.
وتطرق والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنجاد، معاذ الجامعي، في تقديمه إلى مجموعة من المعطيات معززة بالأرقام حول الوضع الاقتصادي بالجهة، وما تقدمه المؤسسات العمومية والمنتخبة والمقاولات المحلية لتشجيع الاقتصاد المحلي، في أفق الرفع من مردوديته من أجل المنافسة المحلية والخارجية. مشيرا إلى أن جهة الشرق تستحق تظافر الجهود من أجل تقوية حضورها على المستوى الوطني.
كما تطرق والي الجهة، إلى عدد من التحديات منها على المستوى الأمني والصحي والاجتماعي، والتي تشكل عوامل أساسية لإنجاح المشاريع الوطنية الكبرى.
وعلى المستوى الرقمي، قال معاذ الجامعي، إن أقاليم الجهة، سطرت مجموعة من البرامج والمشاريع للرقي بالعمل الرقمي، لمواكبة التطورات والتحولات التي يعرفها القطاع وطنيا ودوليا، وهو ما يساهم تنزيل مجموعة من اتفاقيات الشراكة التي تم توقيعها.
وتعد هذه التظاهرة، يضيف الجامعي، مناسبة لتعزيز التعاون المشترك بين المغرب وتركيا، مؤكدا على أن أول نشاط رسمي للسفير الجديد لتركيا بالمغرب، هو مشاركته في هذا الملتقى، وهو ما يعكس مدى أهمية الجهة في العمل والتعاون بين المغرب وتركيا.
من جهته قال علي خليل، عامل إقليم الناظور، إن مثل هذه التظاهرات، يساهم في تبادل التجارب والخبرات بين مختلف المتدخلين، خاصة لمناقشة المواضيع التي تتعلق بريادة الأعمال والمقاولات الناشئة، والتي تندرج في سياق الأوراش الوطنية الكبرى.
واستعرض عبد النبي البعيوي، رئيس جهة الشرق، في كلمته أهم المحطات التي يعرفها ورش الرقمنة على صعيد الجهة، وما تحقق من منجزات في عدد من الأقاليم الذي جعلتها رائدة على الصعيد الوطني، مشيدا بأهمية هذه التظاهرات في تبادل وجهات النظر على المستوى الاقتصادي.
وأكد سفير تركيا بالرباط، حرص بلاده على تعزيز العمل المشترك مع المغرب، والدول الإفريقية، للرقي بهذه الشراكات إلى مستوى أحسن يتماشى مع علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع بلده بدول القارة.