أشاد المكتبُ السياسي للتقدم والاشتراكية بتأكيد جلالة الملك حِرْصَ بلادِنَا على مواصلة وتعزيز المسار التنموي في أقاليمنا الجنوبية المسترجَعَة، وعلى فتح آفاق جديدة للازدهار الاقتصادي في مجالاتٍ وقطاعاتٍ واعدة. إنَّ هذا التَّوَجُّهَ سيُسهم في الرُّقِيِّ بالواجهة الأطلسية للصحراء المغربية، في إطار رؤيةٍ استراتيجيةٍ عميقةٍ تَضَعُ هذا المسار التنموي في بُعدِهِ الإفريقي، بما يُساعدُ على نماء كافة الدول الإفريقية الأطلسية، وبما يجعلُ أقاليمَنَا الجنوبية قُطباً تنموياًّ رائداً.
كما تَوَقَّفَ المكتبُ السياسي عند تأكيد جلالته على استعداد المغرب لوضع بنياته التحتية رهن إشارة دول الساحل الشقيقة، انطلاقاً من الاقتناع الراسخ بأنَّ الإشكالاتِ التنمويةَ التي تُوَاجِهُ هذه البلدان، ذات المؤهلات الكبيرة، لن تُعالَجَ بالمقاربات الأمنية والعسكرية، بِــــقَـــدْرِ ما ستُــــعَالَــــجُ بالتعاون المثمر والعمل المشترك.
العدوانُ الوحشيُّ والهيستيري للكيان الصهيوني على فلسطين يستوجب الملاحقة الجنائية دولياًّ
من جانب آخر، جَدَّدَ المكتبُ السياسي إدانته الشديدة للفظائع الوحشية التي يقترفها الاحتلالُ الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وأكد حزبُ التقدم والاشتراكية على أنَّ هذه الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب تستوجبُ أنْ يُحاسَبَ عليها مُقتَرِفُوها والمسؤولون عنها، قضائياًّ، من خلال الملاحقة الجنائية دوليا. وعلى القوى الحيَّة عبر العالَم أن تُكثِّف مساعيها لأجل تحقيق هذا المطلب إقراراً للعدالة.
وأدان الدعمَ المفضوح والغطاءَ المُخجِل الذي تُــــــصِرُّ أمريكا وعددٌ من البلدان الغربية على توفيره للكيان الصهيوني، في مُعاكَسةٍ تامَّةٍ لإرادة شعوب هذه البلدان، وفي تَـــــنَافٍ مُطـــلَق مع أبسط القيم الإنسانية وقواعد القانون الدولي.
ويَعتبرُ حزبُ التقدم والاشتراكية أنَّ القوى الداعمة للكيان الصهيوني، سياسيا وماليا وعسكريا وإعلاميا، هي شريكةٌ في المسؤولية عن الجرائم البشعة التي تُرتَكبُ، بشكلٍ هيستيري، ضد شعبٍ أعزل يَــــــتُــــــــوقُ إلى التحرر والاستقلال. إنها جرائمُ أفضت خلال شهرٍ إلى سقوط أزيد من 10300 شهيداً، معظمهم أطفالٌ ونساءٌ وشيوخ، وعشرات آلاف الجرحى، وإلى تدمير معظم المستشفيات وأماكن العبادة والمدارس والبنيات التحتية الأساسية، وأكثر من 120 ألف بيت، وإلى تشريد مئات الآلاف، وإلى منع الماء والكهرباء والاتصال والوقود والأدوية والمساعدات الإنسانية. ولم يقتصر العدوانُ الإجراميُّ على غزة بل تَوَسَّعَ التقتيلُ والهدمُ والاعتقالُ ليشمل أيضاً الضفة الغربية والقدس.
نداءٌ لتجاوز حالة الاحتقان بالساحة التعليمية
وتداول المكتبُ السياسي مجدَّداً في تطورات الساحة التعليمية، حيث أعرب عن قلقه البالغ إزاء ما تؤولُ إليه الأوضاع من تأزُّمٍ متصاعد، بما يُشكِّلُ تهديداً حقيقياًّ للتحصيل الدراسي السليم وللموسم التعليمي بِرُمَّتِه.
في هذا الإطار، وبعد التسجيل إيجاباً إعلانَ الحكومة إرادَتها في استئناف الحوار مع النقابات التعليمية، فإن حزبَ التقدم والاشتراكية يُنادي إلى إيجاد الحلول المناسبة، بشكلٍ سريع، للمطالب الـــــمُـــعَـــــبَّـــــر عنها من قِبَل نساء ورجال التعليم. وفي نفس الوقت يدعو الحزبُ إلى استئناف الدراسة، بصورةٍ استعجالية، تغليباً لمصلحة ملايين التلميذات والتلاميذ من أبناء الشعب المغربي في المدرسة العمومية، وصَوْناً لحقهم الدستوري في التَّعَلُّم.
ويُــــعرب الحزبُ عن أمله في النجاح في تجاوز حالة الاحتقان، لإتاحة المجال واسعاً أمام الشروعِ في مُباشَرَةِ إصلاحٍ فعليٍّ وعميق للنظام التربوي المغربي، وللمدرسة العمومية أساساً، بما يجعلها مدرسةً للجودة والتميُّز وتكافؤ الفرص.
مواصلة تنفيذ برنامج تخليد الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب