للتعبير عن احتجاجهم عن الاتحاد الأوروبي، اعترض مزارعون إسبان شاحنة كانت محملة بالطماطم المغربية.
الحادث وقع في إقليم الأندلس، قبل يومين، حيث استولوا على الشاحنة التي كانت تحمل صناديق من الطماطم في اتجاه بريطانيا، فأتلفوها بالكامل كما يظهر في فيديوهات متداولة.
أسباب الأزمة
تُعد الطماطم المغربية الأقل ثمنا في الأسواق الفرنسية والإسبانية، الأمر الذي يراه المزارعون في فرنسا منافسة غير عادلة، وأنهم ضحايا الطماطم المغربية التي تغزو الأسواق وبأسعار منخفضة، كما جاء في تقرير مفصل أعدته صحيفة “لوموند” الفرنسية.
وأحدث كل من الاتحاد الأوروبي والمغرب منطقة تبادل حر في إطار اتفاق للشراكة مُوقَّع سنة 1996 ودخل حيز التنفيذ في مارس 2000، والغرض هو تحرير الإضافي لتجارة المنتجات الفلاحية، والمنتجات الفلاحية المصنعة، والأسماك ومنتجات الصيد البحري، الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر 2012.
وأصبحت فرنسا ثالث أكبر مستورد للطماطم في العالم، بعد الولايات المتحدة وألمانيا، وتشير التقديرات في المجموع إلى أن 36% من الكميات السنوية من الطماطم الطازجة المستهلكة في فرنسا يتم استيرادها، خاصة في فصل الشتاء.
وطالما عبّر المزارعون في كل من إسبانيا وفرنسا عن غضبهم من زيادة واردات الطماطم المغربية، التي قالوا إنها تُباع بأقل الأسعار في أسواق دول الاتحاد الأوروبي.
ولا يقتصر الأمر على إسبانيا إذ أتلف مزارعون فرنسيون من قبل طماطم مغربية في مواقف الأسواق الممتازة.
وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت كانت وزيرة البيئة الفرنسية قالت إن الطماطم الإسبانية غير صالحة للأكل.
ويحذر المزارعون الإسبان من أن تتحول إسبانيا من واحدة من أكبر مصدري الطماطم الأوروبيين إلى مستوردة من تركيا أو المغرب في غضون اثني عشر عاما فقط.
ولهذا السبب، وحسب نفس المصدر، دعت لجنة الزراعة إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة على المستوى الأوروبي”.
وأضافت اللجنة أن ظروف الإنتاج “غير متكافئة” بسبب توافر بعض المنتجات المحظورة في الاتحاد الأوروبي أو من خلال السماح في بعض الأحيان بظروف عمل مسيئة وتكاليف أجور هزيلة، مما يعني أن هذا الإنتاج يتنافس بشكل غير عادل عند الدخول إلى الأسواق الأوروبية”.