انطلقت في أليكانتي الإسبانية فعاليات الملتقى الدولي الحادي عشر لفناني القصبة، الذي تنظمه جمعية فناني القصبة بشراكة مع الجمعية المتعددة الثقافات بإسبانيا، وبدعم من عدد من المؤسسات الحكومية الإسبانية، وذلك خلال الفترة الممتدة من 14 يوليوز إلى 8 غشت 2025.
ويهدف هذا الحد الثقافي الدولي إلى تعزيز التبادل الفني والثقافي بين الشعوب، وفتح المجال أمام الحوار الإبداعي والتفاعل الإنساني، في ظل تحولات كبرى يشهدها العالم على مستوى الفن والهوية والتواصل.
شهد حفل افتتاح الملتقى حضور شخصيات دبلوماسية وأكاديمية بارزة، إلى جانب عدد كبير من محبي الفن التشكيلي. ويشارك في هذه الدورة 111 فناناً تشكيلياً يمثلون دولاً عربية وأوروبية، إلى جانب 111 أكاديمياً يؤطرون ندوة علمية دولية تقام بـالمتحف الوطني للفنون المعاصرة، وتناقش الفن من زوايا فلسفية، تاريخية، سوسيولوجية، وتربوية.
يمتد البرنامج العام للملتقى على مدى أربعة أسابيع، ويشمل ورشات فنية في التشكيل، والسينما، والشعر، موجهة للجمهور العام، وخاصة فئة الشباب، في إطار سعي المنظمين إلى ترسيخ التربية الجمالية، وتحفيز الاهتمام بالفن كوسيلة للتعبير والتطور الشخصي.
وأكد المنظمون أن هذه التظاهرة تندرج في إطار مقاربة شمولية تعتبر الفن رافعة أساسية لـالتنمية الثقافية والاجتماعية، ووسيلة لترسيخ القيم الإنسانية وبناء جسور التواصل بين الثقافات.
لا يقتصر الملتقى على الجانب الفني الجمالي، بل يحمل أبعاداً اجتماعية وتنموية واضحة، من خلال توظيف الفن في التخفيف من الضغوط النفسية اليومية، ودمجه في المسارات التربوية والتكوينية، إلى جانب تسليط الضوء على دور الفن في دعم الاقتصاد المحلي، عبر تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية، والمساهمة في تحسين مستوى عيش الأفراد.
كما يسعى الملتقى إلى تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال التفاعل الفني الجماعي، والانفتاح على تجارب فنية من مختلف الثقافات.
يتضمن برنامج الملتقى ندوة علمية كبرى بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين، تناقش قضايا راهنة تهم علاقة الفن بالفلسفة، والتاريخ، وعلم الاجتماع، إضافة إلى محاور حول الفن والتربية، والسياسات الثقافية، والاقتصاد الإبداعي، فضلاً عن التحديات والفرص التي يطرحها الذكاء الاصطناعي على مستقبل الممارسة الفنية.
وفي تصريح لإدارة الملتقى، شددت اللجنة المنظمة على أن هذه التظاهرة الثقافية تسعى إلى تعزيز دور الفن في صون الهوية الثقافية والذاكرة الجماعية، من خلال التعبير عن القيم المشتركة، والانفتاح على الإبداع العالمي.
واختتم البلاغ بالتأكيد على أن الفن لم يعد ترفاً أو نشاطاً معزولاً، بل أصبح أداة أساسية لفهم التحولات الاجتماعية، وبناء أفق جديد للعيش المشترك، والتعبير الإنساني الراقي.