تتجه الأنظار يوم الجمعة 19 شتنبر 2025 إلى مدينة القصر الكبير، حيث تعيش كرة القدم بعصبة الشمال لحظة مفصلية، عنوانها الحسم بين منطق الجمود ومنطق التغيير.
على مدى ما يقارب عقدين من الزمن، يُجمع المتتبعون للشأن الرياضي أن العصبة بقيت رهينة تسيير تقليدي يفتقد للرؤية والإبداع، والفشل في ما يليق بطموحات أندية الجهة ولا بطموح شبابها.
جمود، بيروقراطية، واختلالات متراكمة جعلت العديد من الفرق تعيش أزمات حادة، ودفعت فاعلين رياضيين إلى اعتبار العصبة “ضيعة خاصة” أكثر منها مؤسسة رياضية مسؤولة.
اليوم، تبرز لائحة شابة، لائحة عمر العباس، كخيار بديل، تحمل شعار التغيير والمستقبل. لائحة تقدم برنامجا عمليا يراهن على إعادة الاعتبار لكرة القدم بالجهة، عبر الانفتاح على الكفاءات، ودعم الشباب، وتقوية البنية التنظيمية للأندية. العباس، بخبرته داخل المكتب المسير وتجربته مع فرق الجهة، يسعى إلى ضخ دماء جديدة في مؤسسة أنهكتها سنوات الانتظارية والريع الرياضي.
ولعل ما يمنح لائحة التغيير دفعة قوية هو التحاق أسماء وازنة، أبرزها سمير بومسعود، الذي يجمع بين خبرة اللاعب والحكم والمسير، وصورته كوجه رياضي قريب من هموم الأندية في الحسيمة وتطوان وطنجة وباقي مدن الشمال.
إن محطة 19 شتنبر ليست مجرد استحقاق انتخابي، بل امتحان حقيقي لقدرة أندية الجهة على القطع مع ماض مثقل بالفشل، واختيار بديل يفتح الآفاق أمام الأجيال الجديدة، خصوصا في ظل الاستحقاقات الكبرى التي تستعد لها المملكة وعلى رأسها مونديال 2030.
التغيير اليوم لم يعد مجرد شعار، بل ضرورة لبناء عصبة حديثة، قوية ومبدعة، تعكس صورة الشمال كخزان للمواهب الكروية، وتعيد الثقة لشباب طموح يرفض أن يبقى رهينة الماضي.