يقدّم سمير بومسعود، رئيس النادي الرياضي الحسيمي لكرة القدم، نفسه كأحد أبرز الوجوه التي حملت همّ الرياضة بالإقليم، جامعا بين خبرة الممارسة الرياضية وروح التسيير، وبغيرة صادقة على الرياضة كقيمة إنسانية وركيزة للتنمية المحلية والاستثمار.
في تصريحاته الأخيرة، لم يتردد بومسعود في دق ناقوس الخطر، محذرا من الانحسار الذي تعرفه الرياضة بالحسيمة، حيث جُمدت أنشطة فرق بارزة في مجالات كرة السلة وألعاب القوى والرياضات القتالية، بينما تكابد كرة القدم للبقاء رغم تكاليفها الباهظة ماديا ومعنويا.
وانتقد رئيس النادي ما وصفه بـ”التمييز غير المدروس” في توزيع الدعم العمومي، كاشفا عن استفادة جمعيات “ورقية” من مبالغ قد تصل إلى 100 ألف درهم سنويا دون أي نشاط فعلي، في حين لا يتجاوز الدعم المخصص لفريقه نفس المبلغ، رغم أنه يضم أكثر من 80 لاعبا وإطارا، بينهم 30 يتقاضون أجورا شهرية.
وهو ما يجعل الأعضاء المسيرين مضطرين إلى تغطية العجز المالي من جيوبهم الخاصة.
ولم يقف بومسعود عند حدود التشخيص، بل انفتح على مبادرات أوسع، حيث راسل الديوان الملكي، ووزارة الجالية، وسفارة المغرب بالنرويج بصفته أيضا من مغاربة العالم، من أجل فتح آفاق استثمارية جادة تربط الرياضة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، محذرا من أن غياب رؤية منصفة سيدفع الفاعلين إلى البحث عن وجهات بديلة.
تصور بومسعود للفريق يتجاوز حدود كرة القدم، إذ يؤطره ضمن مشروع تنموي متكامل يراهن على تشجيع الشباب، غرس قيم المنافسة الشريفة، تحقيق الإدماج الاجتماعي وخلق فرص الشغل. وهو ما من شأنه أن يوفر موارد مالية قارة ويحرر النادي من الارتهان للدعم العمومي المحدود والمشروط.
وفي هذا السياق، شدد رئيس النادي الرياضي الحسيمي على أن استمرار اختلالات توزيع الدعم نكسة رياضية سيدفع الجميع ثمنها، معتبرا أن مستقبل الأجيال الشابة والرياضة برمتها على المحك إذا استمر تغييب العدالة والشفافية.
ويؤكد بومسعود أن النادي منفتح على كل الغيورين على الرياضة بالإقليم، معلنا عن قرب طرح مشروعه المتكامل أمام الجمع العام للنادي، برؤية تنموية واقتصادية واضحة يشارك فيها أعضاء المكتب المديري، خاصة المنتمين للجالية المغربية بالخارج، عاقدا العزم على جعل الرياضة رافعة حقيقية للتنمية ومجالًا واعدًا للاستثمار.