حجم الخط + -
2 دقائق للقراءة

أكد حمدي ولد الرشيد، رئيس جماعة العيون، أن القرار الأممي الجديد حول الصحراء المغربية يمثل انتصارا للدبلوماسية الملكية الهادئة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة تستدعي تعبئة وطنية شاملة لمواكبة هذه الدينامية الإيجابية.

وأضاف ولد الرشيد، في لقاء إعلامي عقده بمدينة العيون الأسبوع الماضي، أن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء جاء “هادئا ورزينا”، ولم يحمل نبرة انتصار بقدر ما عبّر عن رؤية ملكية متبصرة تدعو إلى الحوار والتعاون.

وقال إن جلالة الملك لم يتحدث بلغة الغالب والمغلوب، بل أكد أن مواطني تندوف هم مثل باقي مواطني المملكة، ومد يده مجددا للرئيس الجزائري من أجل فتح حوار صادق وتقوية اتحاد المغرب العربي، مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التي يبادر فيها جلالته بهذا الحس الأخوي المسؤول.

وشدد رئيس جماعة العيون على أن “هناك مواطنين في تندوف يجب أن يعودوا إلى وطنهم الأم لنعيش جميعا في إطار سيادة مغربية موحدة، وندبّر شؤوننا المحلية في كنف الاستقرار والكرامة”.

ولفت، ضمن تفاعله في اللقاء الصحافي، عن توجه المملكة إلى تحيين وتطوير صيغة مبادرة الحكم الذاتي وتقديمها في حلة محدثة إلى الأمم المتحدة، كما أكد على ذلك جلالة الملك، مبرزا أن “هذا المشروع هو جوهر تقرير المصير الحقيقي، لأنه يمنح أبناء الأقاليم الجنوبية الحق في تدبير شؤونهم المحلية ضمن السيادة المغربية”.

وقال “إخوتي وأولاد عمي في تندوف لا تفوتوا هذه الفرصة التاريخية، فليس هناك حل آخر غير الحكم الذاتي. تلك الأرض لا تصلح لكم، والمستقبل هنا، في وطنكم المغرب”.

وأكد ولد الرشيد أن “جلالة الملك يفكر بعقلانية وبعد نظر، وليس بمنطق الكراهية”، مشيرا في هذا الصدد إلى أن اليد الممدودة نحو الجزائر تعبّر عن إيمان ملكي راسخ بأن المغرب الكبير يمكن أن يكون قوة إقليمية فاعلة إذا توحدت شعوبه.

وفي السياق ذاته، دعا رئيس جماعة العيون إلى وضع خارطة طريق واضحة للدبلوماسية الموازية تضم المنتخبين والبرلمانيين والمجتمع المدني والإعلام، حتى يتحرك الجميع في انسجام لخدمة القضية الوطنية.

وأشار إلى أن القرار الأممي الأخير سيفتح آفاقا اقتصادية جديدة، موضحا أن العديد من الدول بدأت الاستثمار في الأقاليم الجنوبية، مؤكدا أن بعد هذا القرار ستتضاعف هذه المشاريع التي ستسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

في هذا السياق، أكد أن مدينة العيون تشهد اليوم نهضة تنموية متواصلة من خلال مشاريع استثمارية كبرى ومراكز لتكوين الرأسمال البشري في مختلف التخصصات، بما يتيح للشباب فرص العمل والمشاركة في التنمية المحلية.

وختم ولد الرشيد حديثه قائلا “المستقبل زاهر بإذن الله، وجلالة الملك نوه بالإشعاع الذي تعرفه العيون والأقاليم الجنوبية. نحن مستعدون دوما لاستقبال جلالته، ومستعدون لمواصلة البناء الجماعي في إطار الوحدة الوطنية. المرحلة المقبلة تتطلب تعبئة الجميع، بعيدا عن أي نزعات قبلية، لأن الشعب المغربي شعب عظيم أثبت وحدته في الاحتفال الوطني عقب صدور القرار الأممي”.

عن SNRTNEWS