قال رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، إن الحصيلة الحكومية خلال السنوات الماضية “إيجابية ومهمة”، لكنها تظل “مرحلة ضمن مسار أطول” لتحقيق تطلعات المواطنين. وأكد أن حزبه “وفّى بالتزاماته” داخل الورش الملكي للحماية الاجتماعية، الذي مكّن أكثر من أربعة ملايين أسرة من الاستفادة من دعم مالي مباشر يتراوح بين 500 و1200 درهم شهرياً.
وجاءت تصريحات أخنوش، اليوم السبت 15 نونبر، خلال انعقاد المحطة السابعة لجولة “مسار الإنجازات” بجهة الدار البيضاء–سطات.
وأبرز رئيس الحكومة أن تعميم التغطية الصحية الموحدة يعد من أبرز المكاسب الاجتماعية خلال الولاية، إضافة إلى استفادة ملايين الأسر من الزيادة في الأجور بمختلف القطاعات، واستفادة أكثر من 55 ألف أسرة من دعم السكن الذي مكّنها من شراء مسكنها الرئيسي.
وفي قراءته للوضع الاقتصادي، أوضح أخنوش أن الاقتصاد الوطني حقق نمواً بلغ 3.8 في المئة سنة 2024، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 4.8 في المئة خلال 2025، رغم تأثر القطاع الفلاحي بسبب الجفاف المستمر منذ سبع سنوات.
وأضاف أن هذا الأداء مكّن من خلق أكثر من 213 ألف منصب شغل في قطاعات البناء والخدمات والصناعة، وهو ما ساهم في خفض نسبة البطالة.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن جهة الدار البيضاء–سطات، باعتبارها القطب الاقتصادي الأول بالمغرب، تواجه تحديات مرتبطة بارتفاع البطالة في صفوف الشباب، ما يستدعي — بحسب تعبيره — تعزيز الاستثمار المحلي. وفي هذا الإطار، أعلنت الحكومة عن إطلاق برنامج جديد لدعم المقاولات الصغيرة جداً والصغيرة والمتوسطة، يصل فيه الدعم المالي إلى 30 في المئة من قيمة الاستثمار.
كما أطلق الجهاز التنفيذي برنامج “تدرج” الهادف إلى تكوين 100 ألف شاب سنوياً في برامج تمتد 11 شهراً، لتمكينهم من الاندماج السريع في سوق الشغل. وفي الجانب الاجتماعي، كشف أخنوش عن إطلاق مشاريع لبناء مستشفيات جامعية جديدة في الرباط والدار البيضاء وأكادير، تنفيذاً للتعليمات الملكية، من أجل تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية لملايين المواطنين.
وأكد أن الحكومة تعتمد رؤية إصلاحية في قطاع الصحة “لا تقوم على الحلول الترقيعية”، بل على إعادة هيكلة المنظومة بما يستجيب لانتظارات المواطنين والمهنيين على حد سواء، مشدداً على أن الصحة “مرتبطة بالكرامة وجودة الحياة”.
وبخصوص مشروع قانون المالية لسنة 2026، اعتبر أخنوش أن الرفع “التاريخي” من ميزانيتي التعليم والصحة يعكس الالتزام بتقوية الدولة الاجتماعية، ودعم القدرة الشرائية، وضمان استقرار الأسعار، وتسريع أوراش التنمية الترابية.
وعلى مستوى الدار البيضاء، توقف أخنوش عند التطورات التي تعرفها المدينة في النقل الحضري والبنيات التحتية، مشيراً إلى إعادة تأهيل مطامر النفايات وتحويلها إلى فضاءات خضراء، من بينها مطرح مديونة الذي تحول إلى مساحة خضراء تمتد على 40 هكتاراً، وهو ما ساهم — بحسب قوله — في تحسين جودة العيش وتعزيز الجاذبية الحضرية.
وختم رئيس الحكومة بالتأكيد على ضرورة ترسيخ ثقافة القرب والإنصات للمواطنين، والعمل معهم لحل مشاكلهم، مؤكداً أن ورش “مغرب صاعد” يتطلب المزيد من الثقة والصبر، داعياً المواطنين إلى الاستمرار في دعم الحكومة لتحقيق الأهداف المشتركة.


