مازال في جعبة سمير بنمسعود، الرئيس الشاب المستقيل من رئاسة شباب الريف الحسيمي لكرة القدم، الكثير ليفضحه بعدما فجّر قنبلة في الوسط الرياضي الحسيمي حول الحقبة القصيرة التي ترأس فيها الفريق المتقهقر في أقسام البطولة، متسلحا بوثائق ودلائل قال لـ”آشكاين” إنه يتوفر عليها تُثبت صحة ما كشفه مؤخرا عن وجود فساد وتزوير للعقود وسرقة وخروقات وجيوب مقاومة من أشخاص ذكرهم بالأسماء (من بينهم اسماعيل الرايس رئيس المجلس الإقليمي للحسيمة الذي حكم عليه مؤخرا بالحبس الموقوف التنفيذ وتعويض مادي في قضية تزوير طالت وثائق بيع عقار).
ولم يستبعد بنمسعود إمكانية اللجوء إلى القضاء، ليستعيد أزيد من 60 مليون سنتيم صرفها على الفريق ليُخرجه من الوضعية الصعبة التي كان عليها، وعلى استعداد كما قال لفتح تحقيق في كل ما جرى.
لماذا التزمتم الصمت عاما كاملا قبل تفجير كثير من الحقائق نريدكم أن تحدثون عنها؟
كل ما قلته قبل أيام في صفحتي على الفايسبوك صحيح وأتحمل مسؤولتي فيه، ولديّ كل ما يُثبت وقوع تزوير وتلاعبات، بتواطؤ كبير من رئيس المجلس الإقليمي للحسيمة ونائبي آنذاك الذي غدرني وشن ضدي حملة مسعورة وأنا الذي دافعت عنه ليكون إلى جانبي في المكتب المسير.
لقد رفض رئيس المجلس الإقليمي للحسيمة، وهو الذي اقترحني لأكون رئيسا للفريق، أسماء اقترحتها لتكون في المكتب المسير، قبل أن أتفاجأ بتشكيلة وُضعت على مكتبي، أي أن المكتب فُرض عليّ في الحقيقة. لقد كانت الأمور تسير بشكل عادي بعد الانطلاق، وانتدبنا مدربا جديدا وباشرنا التعاقدات، رغم أن لا أحد لم يساعدني في التسيير الذي لم يكن لي فيه تجربة خصوصا وأن الفريق كان في وضعية صعبة وكان الجمهور يعول على المكتب الجديد، لذلك كان من الواجب أن نتضامن لإنقاذه.
لقد تفاجأت بأن المكتب كان ينعقد عندما أعود إلى عائلتي في النرويج، بل كانت البلاغات تُوقع دون علمي، لذلك من الطبيعي أن أرفض هذا، ومن هنا بدأتُ أتلقى التهديدات وحملات التشويش، واتهموني بأني اتخذ قرارات انفرادية، وانقلب عليّ من كانوا قريبين مني، خاصة نائبي الذي غدرني فعلا هو ورئيس المجلس الذي استعمل نفوذه وهددني بسلطته. أي أن اتهاماتهم لا تتعلق بوجود فساد إداري مثلا أو أني متورط في تلاعبات، فقط كانوا يحاربونني لأني لم أكن أوافق على ما يفعلونه، وللأمانة هنا أشير إلى أن الكاتب العام مومن بوترفاس كان الوحيد في المكتب الذي كان إلى جانبي.
بعد 6 أشهر على تقديم استقالتي التزمت الصمت عما حدث معي وما رأيته من تزوير وتجاوزات، لأني لم أرد التشويش على الفريق، إلى أن قررت عقد ندوة صحفية لكشف كل ما حصل، لكن أزمة كورونا تسببت في إلغائها. لقد صرفت في حوالي شهرين من تسلمي المهمة من أموالي الخاصة على الفريق ريثما نتلقى الدعم، وقد وصلت إلى حوالي 63 مليون سنتيم لم أسترجعها بعد، في الوقت الذي لم يصرف فيه أي عضو ولو سنتيما واحدا رغم أن وضعيتهم الاجتماعية تسمح لهم بذلك، باستثناء كريمة أكوضاض مديرة النادي التي كانت تصرف من أموالها عندما أغادر إلى النرويج ولم تخيب ثقتي فيها لذلك أنا ممتن لها.
حدث في اجتماع أن الرايس أراد مني أن أوقع على قرار طرد نائبي (الذي غدرني في الأخير)، لكن دافعت عنه لأنه لم يكن هناك مبرر. وأيضا وقفت إلى جانب منسق الفريق منير الزياتي الذي طردوه في اجتماع استثنائي دون علمي، خصوصا أني كنت في عطلة، حيث ألصقوا له تهمة الفساد الأخلاقي وتسببوا له في مشاكل عائلية، وهذا في الحقيقة من بين الأسباب التي دفعتني للاستقالة، حيث منذ هذه الواقعة تلقيت تهديدات أخطرها تهديدات الرايس بأني موضوع تحقيقات أمنية في قضية سب وقدف…
الآن ما هدفكم من فضح كل ما جرى، أتريديون الإنصاف أم التحقيق؟
أنا أول رئيس تجرأ على البوح بما حدث معه عكس باقي الرؤساء السابقين، ومع ذكر الأسماء، وأتحمل مسؤولياتي، لماذا؟ لأني أولا وعدت الجمهور منذ البداية، قلت له إني عندما سأغادر الفريق سأقول لماذا. لذلك فضحت ما جرى، وبالدلائل والحجج، لذلك أطالب بالتحقيق، وأنا مستعد لهذا. كما أن الإسباني خوان بنعلي مستعد للإدلاء بشهادته، لأنه أيضا ضحية تزوير عقده، وأتذكر أنه اتصل بي عندما اكتشف الأمر، وقد أكدت له الجامعة الملكية لكرة القدم أنه من حقه اللجوء إلى القضاء، لكن سرعان ما احتويت الأمر وتدخلت لتعديل العقد لأني لم أشأ أن نكون أضحكومة للجميع. وواقعة التزوير حدثت أيضا مع الحارس الثاني للفريق حيث اكتشف تزويرا في عقده. كما اكتشفت أنه تم تحويل أموال من حساب الفريق لفائدة شخص نكتري منه شقق اللاعبين، ومبلغ ثاني لفائدة مالك المطبعة التي يتعامل معها الفريق، وقد وصل المجموع إلى 145.000 درهم، بينما كان الشخصان معا يطالبان النادي بسداد هذا المبلغ مرة ثانية على أساس أنه دين.
(أيضا الحارس ياسين الحواصلي تحدث في فيديو مؤخرا عن خروقات تعرض لها قبل انتقاله إلى فريق الزمامرة).
هل ندمت على رئاسة الفريق؟
بالعكس، لقد كانت الإيجابيات أكثر من السلبيات. فقط يمكن أن أقول إنني ندمت على ثقتي العمياء في بعض ممن اعتبرتهم أصدقائي. لكن كسبت حب الجمهور، وأتلقى الآن التنويه والتشجيع بعد كشف ما حصل لي ومع الفريق الذي من العيب أن يتقهقر في الترتيب. أنا ابن الفريق ومن المساهمين فيه، وطالما أنجزت مبادرات شخصية لتشجيع فرق المنطقة من الهواة والقسم الشرفي التي كانت مصدرة للاعبين نحو شباب الريف الحسيمي، وقبل 4 سنوات ساهمت بحوالي 50 مليونا لشراء مستلزمات رياضية للفريق، وغيرها من المبادرات الفردية النابعة من حبي للفريق قبل أن أترأسه.
هل أنت مستعد للعودة إذا توفرت الشروط المناسبة؟
الآن الفريق محروم من التعاقدات لمدة 3 سنوات من قبل الفيفا، ومُثقل بديون تصل إلى 3 ملايير، يعني يلزمني أن أتوفر على حوالي 8 ملايير إذا أردت تسييره، لاني أحمل برنامجا طموحا أبتغي منه إعادة هيكلة الفريق، لكن لم أجد الظروف ملائمة، بل جيوب مقاومة منذ البداية من أعداء النجاح وممن يدافعون عن مصالحهم، وأشير هنا إلى أنني كنت بصدد استقطاب مستثمرين اثنين عندما تم تعييني وكانا سيشكلان إضافة كبيرة للفريق، لكن عندما حديث ما حديث طلبت منهما التراجع لأن ظروف الاستثمار في النادي غائبة بسبب البعض.
أجرى هذا الحوار مع جريدة “آشكاين”