طالب المرصد العربي للإعلام، المغربي، التابع للمنظمة العربية للتعريب والتواصل، وزارة الشباب والرياضة والثقافة والهيئة العليا للسمعي المرئي، ووزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، والهيئات الوطنية المعنية بحماية الطفولة المغربية، التدخل على وجه السرعة من أجل الوقف الفوري للبرنامج الذي تبثه القناة الثانية والحامل للعنوان باللغة الفرنسية الأجنبية L’école des fans، الذي يقدمه الكوميدي “إيكو”.
واعتبر المرصد أن البرنامج انتهك حقوق وحرمة الطفل وضرب القيم الأخلاقية والمساس بهوية المجتمع التي نص دستور المملكة على صونها وحمايتها، مضيفا أن معدي البرنامج تعمدوا تمرير محتوى لا أخلاقي يهدف إلى إفساد فلذات أكباد المغاربة، وحشو عقولهم البريئة بمحتوى إيحائي لا أخلاقي وثقافة المستنقعات والانحطاط والسوقية.
وأشارت إلى أن أول حلقة من البرنامج اختار مقدمه طرح أسئلة ذات طابع إيحائي غرائزي لا تتناسب مع طبيعة أطفال يقل سنهم عن ست سنوات ولا تقدر حرمتهم وبراءتهم والبيئة الثقافية والاجتماعية للمجتمع المغربي وأخلاقه التي يحميها الدستور، وكمثال على المحتوى السوقي والغرائزي تعمد مقدم البرنامج طرح أسئلة على أطفال صغار من قبيل العلاقات الغرامية مع زميلات الدراسة والمشاعر الغرائزية التي لا تتماشى مع التربية المغربية للطفل.
وأضاف أن مستوى مقدم البرامج متدني وتخلو سيرته الذاتية في المجال الفني والإعلامي من أي تجارب ذات مستوى ثقافي تؤهله لتقديم برامج ذات طبيعة غاية في الحساسية تتعلق بفئة عمرية لها خصوصيتها وحساسيتها ومتطلباتها.
واتهم المرصد إدارة الإنتاج خلال اختيارها لمقدم لهذا البرنامج تغييب المعايير المناسبة، وبدل ذلك فضلت توظيف شهرة المقدم على حساب كفاءته ومؤهلاته الثقافية، التي يظهر من خلال تجربته في المجال الفني أنها منعدمة تماما، وهو ما جعل هذا البرنامج يتحول إلى مشاهد من التهريج السوقي.
ورأى أن القناة تعمدت إقصاء اللغة العربية الفصحى علما أن برنامجا يستهدف هذه الفئة العمرية، ينبغي أن يحمل مضمونا تعليميا وتثقيفيا وأن يكون مكملا لما يتلقاه الطفل في المدرسة، إذ أن البرنامج، وبشكل مشبوه ومتعمد، أقصى اللغة الوطنية الفصحى واكتفى بالعامية الدارجة في التقديم وطرح الأسئلة، وبالفرنسية كلغة كتابية سواء للخلفية البصرية في استوديو التصوير أوفي كتابة شارة البداية والنهاية، وإقصاء اللغة الأولى المعتمدة في المناهج التربوية والدراسية للطفل، والتي فرضها الدستور وألزم باستعمالها وتعزيز حضورها في جميع المجالات، وهو ما يدل على التوجه التمييزي الطبقي للبرنامج واستهدافه لطبقة اجتماعية بعينها من خلال الإقصاء الطبقي عبر توظيف اللغة الأجنبية.
وحذر المرصد من “أن هدف هذا البرنامج هو استهداف القيم الأخلاقية للطفل المغربي وإفساد تربيته، و زرع ثقافة منحطة وسوقية تنهل من الشارع ومن الميوعة ومن التفاهة وكراهية الهوية الوطنية واللغة الوطنية حاملة الثقافة والقيم الوطنية، والاعتداء على حقوق الطفل وعلى حرمته” حسب تعبيره، مبرزا أن “غاية البرنامج أيضا، هي غسل دماغ الطفل المغربي وطمس هويته، من خلال تحقير لغته الوطنية وإقصائها وتمرير مشروع الفرنسة الذي تروج له القناة وتتبناه في إطار توجهها الفرنكفوني الغير قانوني والغير دستوري، وذلك ضدا على الالتزامات الدولية للمغرب وما تضمنه اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الأمم المتحدة عام 1989 والتي ضمنت صيانة هوية الطفل وحماية حقوقه الثقافية”.
وناشدت المنظمة العربية للتعريب والتواصل رئيس النيابة العامة، بتحريك شكوى ضد مقدم البرنامج المسمى عبد الرحمن أوعابد والمعروف إعلاميا ب”ايكو” وذلك “بسبب تعديه المتعمد على حرمة الطفل، والسماح لنفسه بطرح أسئلة على ضيوفه الأطفال يرفضها المجتمع المغربي، وذلك من دون أخذ الإذن الكتابي من أولياء أمورهم”، كما ذكرت في بلاغها.