تقدم شخص بشكاية إلى الشرطة القضائية يقول فيها إن نجله البالغ من العمر 13 سنة، وافته المنية بقسم الإنعاش بالمستشفى الجهوي سانية الرمل بتطوان، بعدما تم نقله إلى عيادة طب الأسنان بمدينة وادلاو من أجل اقتلاع ضرس، إلا أنه أصيب بنزيف دموي حاد قتم نقله إلى المركز الاستشفائي مساء اليوم نفسه، وأجريت له عملية جراحية لوقف النزيف وأدخل قسم الإنعاش إلا أنه توفي.
وعند الاستماع للمتهم صرح أنه اكترى العيادة منذ 2014 وباشر في استقبال زبنائه، وقد اقتلع ضرس الطفل رغم أنه كان مترددا في البداية بسبب ارتفاع درجة حرارته، وأمام إصرار الأم، وغادر الطفل العيادة، قبل أن تتصل به الأسرة تخبره أن حرارته زادت ارتفاعا، ليتم نقله إلى مستشفى وادلاو بعدها إلى تطوان حيث توفي، ليفر “الطبيب” إلى الناظور خوفا من الانتقام كما قال في محضر الاستماع إليه.
وقد تابعت النيابة العامة المتهم وصدر في حق حكم ابتدائي بسنة نافذة وغرامة وتعويضات وصلت 40 ألف درهم، واستأنف الحكم مؤكدا أنه ظل يشتغل في المهنة طيلة 10 سنوات وطالب بإخضاع الجثة للتشريح لمعرفة سبب وفاته، قبل أن يدلي ممثل عن هيئة أطباء الأسنان أن المتهم لا يتوفر على شهادة مزاولة المهنة بل أخذها فقط من والده وأن السلطة المحلية تعرفه.
ليتم تأييد الحكم الابتدائي الصادر في حقه، القاضي بسنة حبسا نافذا وغرامة قدرها 5000 درهم وتحميله الصائر والإجبار في الحد الأدنى وبأدائه تعويضا مدنيا إجماليا قدره 300 ألف درهم، وبـ10 آلاف درهم لهيئة أطباء الأسنان. وأكدت هيئة الحكم أن العقوبة الحبسية بعد تمتيعه بظروف التخفيف لظروفه الاجتماعية جاءت مناسبة لردعه عما اقترفه من أفعال إجرامية.