صبري الحو*
يحاول العدالة والتنمية اختزال استئناف الاتصالات بين المغرب واسرائيل في مجرد رغبة وارادة ملكية وحسب، ولا علاقة للشعب والمواطنين بها.
واعطاء هذا الوصف ذو حمولة غير بريئة في مواجهة المؤسسة الملكية، لأنه يعطي في المقام الاول انطباعا مغلوطا برفض كل المغاربة لهذه العلاقات. والأسوأ أنه يظهر المؤسسة الملكية بمظهر الخروج عن اجماع ارادة الأمة المغربية الرافضة للتطبيع .
فالسيد بنكيران يعتبر ويكيف الرافضين للعلاقات المغربية الاسرائيلية الأمريكية من داخل حزب العدالة والتنمية، وكأنهم يمثلون صوت كل الأمة المغربية ضد هذه العلاقات.
وفي ونفس الوقت يجعل بنكيران نفس الحزب الذي يتماهى معه، هو الذي يتولى من داخل الحزب الدفاع عن الملك في مواجهة هذه الأمة الرافضة.
فبنكيران يعتبر أن رفض البعض من داخل كيان حزبه العدالة والتنمية هو فعل مهدد للدولة ، وتبعا لنفس كلمة بنكيران يوجد داخل الحزب تيار مسيطر قادر على توفير الحماية للملكية، ويجعل بنكيران من نفسه زعيما لهذا التيار .
السي بنكيران…رفض البعض منكم وانتقاده لرئيس الحكومة العثماني شأن داخلي حزبي محض. أما العلاقات بين اسرائيل والمغرب فله مدخل وطني ، في اطار المصلحة الفضلى للوطن، بعد الغطاء القانوني والسياسي الاضافي الذي وفره اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على صحرائه.
وله مدخل حقوقي اجتماعي وثقافي في الدرجة الأولى بالنظر الى كون العبرية جزء من الهوية الوطنية دستوريا باجماع كل المغاربة بما فيه قيادة ومنخرطي حزب العدالة والتنمية الذين صوتوا بنعم على دستور ٢٠١١.
كما أن له مدخلا قانونيا بضرورة كفالة حقوق مجموعة من المغاربة اليهود في العودة الى الوطن بدون قيود تبعا للقانون الوطني والدولي.
و هو ارادة جل المغاربة، باستثناء البعض منكم، بدوافع سياسية ملؤها تصفية حسابات سياسية من داخل الحزب نفسه، أو في علاقة الحزب بجناحه الدعوي حركة التوحيد والاصلاح.
ولا يمكن المزج بين تدافع داخلي حزبي في اطار طموحات شخصية مشروعة بين مناضليه للعدالة والتنمية بمن فيهم بنكيران نفسه واسقاطه على كل المغاربة.
وتنضوي كلمة بنكيران في حد ذاتها داخل هذا التدافع من خلال الركوب على الحدث للعودة إلى المشهد السياسي بعد عزلة في شبه تقاعد مبكر.
فبنكيران يبرق رسائل إلى الجميع مفادها أن ما نجح فيه العثماني لا يشكل له عقدة، ويمكنه القيام به دون حرج، و كأن حاله يقول انه مستعد لكل المهام.
*محام بمكناس
خبير في القانون الدولي