ترأس مولاي إبراهيم العثماني، رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، اجتماعا هاما مع المدراء الجهويين والإقليميين للتعاضدية بجميع أنحاء المملكة المغربية الشريفة.
هدف هذا اللقاء المحوري إلى إجراء تقييم شامل للمرحلة الماضية، وتسليط الضوء على الإنجازات المحققة، استعادة الثقة لدى المؤسسات والمنخرطين والموظفين، أكد بالإضافة إلى مناقشة الرهانات المستقبلية والآفاق المرتبطة بتفعيل الجهوية المتقدمة.
وافتتح العثماني الاجتماع بكلمة تأكيدية على الدور الحيوي للتعاضدية العامة كركيزة أساسية للدعم الاجتماعي لموظفي الإدارات العمومية، مشددا على أهمية التقييم الدوري للأداء لضمان تقديم أفضل الخدمات وتلبية تطلعات المنخرطين.
تقييم المرحلة الفارطة: إنجازات تعزز الثقة
استعرض الاجتماع بشكل مفصل الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية، والتي ساهمت في تعزيز مكانة التعاضدية واستعادة ثقة شركائها ومنخرطيها. وتضمنت أبرز هذه الإنجازات:
تحسين جودة الخدمات: تم التأكيد على الجهود المبذولة لتبسيط المساطر وتقليص آجال معالجة الملفات، مما انعكس إيجابا على رضا المنخرطين.
تعزيز الحكامة الجيدة: استعرض السيد العثماني التدابير المتخذة لترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة في تدبير موارد التعاضدية، مما ساهم في ترسيخ صورة إيجابية للمؤسسة.
توسيع قاعدة الخدمات: تمت الإشارة إلى مبادرات لتوسيع نطاق الخدمات المقدمة، بما يتماشى مع الاحتياجات المتطورة للموظفين العموميين.
استعادة الثقة: أكد الحضور على أن هذه الإنجازات لم تكن مجرد أرقام، بل كانت خطوات عملية نحو استعادة الثقة ليس فقط لدى المنخرطين والموظفين الذين يستفيدون مباشرة من خدمات التعاضدية، بل وأيضًا لدى المؤسسات الشريكة التي تتطلع إلى تعاضدية قوية وفعالة.
رهانات مستقبلية وآفاق الجهوية بانفتاح على المؤسسات
لم يقتصر الاجتماع على التقييم، بل امتد ليشمل مناقشة مستفيضة للرهانات المستقبلية التي تواجه التعاضدية في سياق التحديات الراهنة والتغيرات المتسارعة. في هذا الصدد، شكل موضوع الجهوية المتقدمة محورًا رئيسيًا للنقاش.
وأوضح العثماني أن تفعيل الجهوية يفتح آفاقًا واعدة لتعزيز القرب من المنخرطين، وتكييف الخدمات مع الخصوصيات الجهوية، وتطوير برامج ومبادرات تلبي الاحتياجات المحلية بشكل أكثر فعالية. وتهدف التعاضدية إلى:
تعزيز اللامركزية: من خلال تمكين أكبر للمديريات الجهوية والإقليمية لاتخاذ القرارات وتقديم الخدمات بشكل أسرع وأكثر مرونة.
تطوير شراكات جهوية: بناء علاقات قوية مع الفاعلين المحليين والإقليميين لتقديم خدمات متكاملة للمنخرطين.
ابتكار حلول جهوية: البحث عن حلول ومشاريع تتناسب مع خصوصيات كل جهة، بما يعزز العدالة المجالية في الحصول على الخدمات.
كما تم التأكيد على ضرورة الاستثمار في الرقمنة وتحديث البنى التحتية التكنولوجية للتعاضدية، بما يضمن مواكبة التطورات الحديثة وتحسين تجربة المنخرطين.
وفي خطوة مهمة نحو تعزيز التواصل والانفتاح، كشف السيد العثماني عن عزم التعاضدية العامة تنظيم لقاءات تواصلية موسعة خلال الشهر المقبل. هذه اللقاءات، التي ستشمل كل المؤسسات العمومية الجهوية، تهدف إلى مد جسور التواصل المباشر مع المنخرطين وشركاء التعاضدية، والاستماع إلى مقترحاتهم وتطلعاتهم، وتعزيز الشفافية في عرض الخدمات الجديدة والمنجزات المحققة. تأتي هذه المبادرة في إطار رؤية التعاضدية لتعزيز علاقاتها مع مختلف الفاعلين في القطاع العام، وتأكيد التزامها بالاستماع المباشر لاحتياجات وقضايا الموظفين العموميين على الصعيد الجهوي.
واختتم مولاي إبراهيم العثماني الاجتماع بتأكيد الالتزام الراسخ للمجلس الإداري للتعاضدية العامة بمواصلة مسيرة الإصلاح والتطوير، معربًا عن ثقته في قدرة الفرق الجهوية والإقليمية على تجسيد هذه الرؤى على أرض الواقع، بما يخدم مصالح موظفي الإدارات العمومية ويعزز مكانة التعاضدية كمؤسسة رائدة في مجال التغطية الصحية والاجتماعية.